العالم يتحرّك لكسر احتكار اللقاحات وأميركا ترضخ
ألقت الولايات المتحدة بدعمها لتحرّك منظمة التجارة العالمية (WTO) لرفع حماية براءات الاختراع مؤقتًا عن لقاحات فيروس كورونا. واقترحت الهند وجنوب إفريقيا الخطة، التي ستسهّل المزيد من إنتاج اللقاحات، كما إمكانية وصولها للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وسيسمح رفع حماية براءة الاختراع للهند وغيرها من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بإنتاج لقاحات خاصة بها؛ من خلال تعزيز التعاون مع البلدان الأخرى، وزيادة التمويل من الموارد مجتمعة، ونقل التكنولوجيا والمساعدة من الموردين الحاليين.
ولفتت ممثلة منظمة التجارية الأميركية كاثرين تاي إلى أنّ الولايات المتحدة ستبدأ الآن مفاوضات مع منظمة التجارة العالمية لمحاولة تأمين الإعفاء، لكنها حذّرت من أن هذا قد يستغرق بعض الوقت.
وكشفت تقارير أنّ مائة دولة من دول منظمة التجارة العالمية البالغ عددها 164 مؤيّدة، ومن المتوقع أن تناقش لجنة الملكية الفكرية القضية الشهر المقبل.
وكانت الهند وجنوب إفريقيا الصوتين الرئيسيين في مجموعة من حوالي 60 دولة حاولت خلال الأشهر الستة الماضية الحصول على براءات اختراع للقاحات. ومع ذلك، فقد واجهتها معارضة قوية من الإدارة الأميركية السابقة لدونالد ترامب والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ فيما اقترح بايدن تنازلاً خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وردًا على الخطوة الأميركية الأخيرة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنّ “الاتحاد الأوروبي مستعد أيضًا لمناقشة أي مقترحات تعالج الأزمة بطريقة فعالة وعملية”. كما غيّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقفه، وقال الآن إنه “يؤيّد القرار بقوة”.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنّ المملكة المتحدة “تعمل مع أعضاء منظمة التجارة العالمية لحل هذه المشكلة”؛ وأنّها “تجري مناقشات مع الولايات المتحدة وأعضاء منظمة التجارة العالمية لتسهيل زيادة إنتاج وتوريد لقاحات كوفيد_19.”
إلى ذلك، وصف رئيس منظمة الصحة العالمية إعلان الولايات المتحدة بأنه “لحظة تاريخية” في مكافحة كوفيد -19.
ما هي الملكية الفكرية؟
تصف الملكية الفكرية الإبداعات، مثل الاختراعات المحمية ببراءات الاختراع وحقوق التأليف والنشر والعلامات التجارية. وهي تمنع النسخ وتسمح للمنشئ بالمكافأة المالية.
هذا، وتمنح براءات الاختراع الشركات المبتكرة احتكارًا قصير الأجل للإنتاج لتغطية تكاليف التنمية وتشجيع الاستثمار. وتجادل شركات التكنولوجيا الحيوية بأنّ هذه الحماية قدمت حوافز لإنتاج لقاحات كوفيد في أوقات قياسية، إلاّ أن خبراء صحيّون ينتقدون التمييز الحاصل في ندرة وصول اللقاحات للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ماذا يعني التنازل؟
يقول المؤيدون إنّه في حال الموافقة عليه، فإنّ الإعفاء سيسمح بزيادة إنتاج اللقاحات وتوفير جرعات أكثر بأسعار معقولة للدول الأقل ثراءً.
وجادل العديد من البلدان النامية بأنّ القواعد التي تطالب البلدان بحماية براءات الاختراع، وغيرها من أشكال الملكية الفكرية، تشكّل عقبة أمام زيادة إنتاج اللقاحات وغيرها من المنتجات اللازمة للتصدي للوباء.
ووصف تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، القرار الأميركي بأنه “تاريخي”؛ وقال إنّه يمثل “لحظة تاريخية في الحرب ضد كوفيد -19”.
فيما قالت المنظمة الطبية غير الحكومية، أطباء بلا حدود، إنّ هذه الخطوة “ستزيد من الوصول الكافي وفي الوقت المناسب إلى الأدوات الطبية المنقذة للحياة مع استمرار فيروس كوفيد في تدمير البلدان في جميع أنحاء العالم”.
وتأتي الدعوات إلى الإعفاء من براءة اختراع لقاح في الوقت الذي تواجه فيه البلدان ذات الدخل المنخفض نقصًا حادًا في اللقاحات.
إلى ذلك، تشير منظمة أطباء بلا حدود إلى أنّ العديد من الدول منخفضة الدخل التي تعمل فيها “لم تتلق سوى 0.3 بالمائة من إمدادات لقاحات كوفيد العالمية، بينما حصلت الولايات المتحدة على جرعات كافية لحماية سكانها بالكامل”.
أمّا الهند، التي كانت تشحن اللقاحات إلى دول أخرى، اضطرت الآن إلى إلغاء الصادرات في الوقت الذي تكافح فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا المتزايد وتتخلف عن أهداف التطعيم.
أحوال
المصدر: وكالات